هذا ما كتبه ادوارد سعيد عن رمضان شلح : انه رجل خارج الزمان والمكان

هذا ما كتبه ادوارد سعيد عن رمضان شلح : انه رجل خارج الزمان والمكان

  • هذا ما كتبه ادوارد سعيد عن رمضان شلح : انه رجل خارج الزمان والمكان

اخرى قبل 4 سنة

هذا ما كتبه ادوارد سعيد عن رمضان شلح : انه رجل خارج الزمان والمكان

كتب احمد المدلل ..


  • د. رمضان بالعمق الفكرى وسعة الاطلاع والخوض فى قضايا العالم عامة والامة العربية والاسلامية المعاصرة خاصة ... هو القارئ الذى لم يشغله شئ عن القراءة بالرغم من زحمة العمل الحركى والتنظيمى والمثقف حتى النخاع والكاتب الاديب ، والشاعر الذى كتب قصيدته
    "الفجر والرحيل"
    في العام 1980م ، ونقتطف منها الآتى:
    آه يا غزة...
    ما كنت لأسكن مدن رماد
    أو أقطن للذل توابيتا
    في كهف أُوصد فيه الباب
    فحقائب سفري يملؤها الزاد
    قبلًا قطفت من شفتيك
    من بين مروج العنّاب
    سأعود إليك
    يا زينة مدن الصحو
    سأعود إليك كطفل
    يحبو فوق دروب الواقع
    يملؤها شوك نبت بموضع قدمي يوم رحيلي
    سأعود كنجمة صبح
    تلمع فوق أزقة وطني
    تسقط منها دمعة شوق
    تحمل عطرًا عاد لوطن النرجس
    يصافح كل مروجك وطني
    يقول لكل مصافح
    ما أنت رخيص يا وطني
    لأشطب من بوتقة الغربة كلمة راجع ..
    وأيضاً ترى ذلك واضحا فى كلماته التى كان يكتبها فى عاموده اليومى " مرايا" وتنشره جريدة الاستقلال .. كان متابعا يقرأ بنهم كل ما يصدره المثقفون والمفكرون والشعراء ويردد ما أنشده الشعراء الكبار مثل المتنبى والفرزدق و أحمد شوقى وحافظ ابراهيم ومغرما فى شعر محمود درويش ( كان يردد قصيدته "تضيق بنا الارض" وتحليلى أن د رمضان اقتبس عنوان مقالته فى الاستقلال " مرايا" من خلال تلك القصيدة والتى تتكرر فيها كلمة " مرايا" أكثر من مرة ، وقرأ للشاعرة فدوى طوقان والشاعر أنيس القاسم ، والشاعر نزار قبانى فى مرحلته الشعرية الأخيرة ، وشعراء غربيين ويهود ... وقرأ كتابات غسان كنفانى وإميل حبيبى وكان يقتبس فى خطاباته ولقاءاته من رواياتهم ... ينقل الكاتب و المفكر المصرى د.رفعت سيد أحمد عن الشاعر محمود درويش "انه عندما طلبت إدارة تحرير جريدة الاستقلال منه حوارا ، قال لهم: موافق ، وشرطى الوحيد ان الذى يحاورنى كاتب عامود مرايا عندكم ، وهو د رمضان الذى كان يوقع مقاله باسم محمد الفاتح "... وقال عنه ادوارد سعيد المفكر الفلسطينى العالمى الكبير : "إنه رجل من خارج الزمان والمكان" ... إنه المحاضر الرزين والعميق الذى لديه الدراية بكل ما يحتاجه المفكر والذى وظف فكره وثقافته من أجل قضايا الامة العربية والاسلامية وعلى راسها القضية الفلسطينية ... وكان ذلك واضحا فى كتاباته( بالرغم من قلتها) ولقاءاته الفكرية والندوات الثقافية، هذه القدرات الفكرية لدى الدكتور رمضان كانت واضحة تماما فى المؤتمرات والندوات والمحاضرات التى ألقاها فى مراكز الدراسات الاستراتيجية فى بريطانيا وامريكا وكثير من الدول العربية والاسلامية ، وأيضاً فى لقاءاته عبر وسائل الاعلام وحواراته مع المثقفين والمفكرين التى كانت تستمر ساعات طويلة ويشهد على ذلك لقاءاته الخاصة مع الكاتب والمفكر الفلسطينى الأستاذ منير شفيق . وكان يُشرف على كثير من النشرات والاصدارات قبل ان يكون أمينا عاما لحركة الجهاد الاسلامى مع الدكتور فتحى وغيره من مفكرى الحركة بداية من مجلة الطليعة الاسلامية (التى كانت معظم مواضيعها تكتب فى غزة وتصدر من لندن ويُعاد طباعتها وتوزيعها فى غزة والضفة والقدس وال٤٨ من جديد فى بداية الثمانينات) ومجلة الاسلام والعالم التى كانت تصدر من لندن فى التسعينيات وكان له عامود خاص تحت عنوان " مرايا" باسم محمد الفاتح فى جريدة الاستقلال التى تصدر من غزة ...وقد أشرف على تأسيس مركز الاسلام والعالم ومعه الدكتور سامى العريان والدكتور مازن النجار ونخبة من مفكرى العالم العربى والاسلامى مثل الدكتور محمد عمارة ومحمد سليم العوا وطه العلوانى فى امريكا وقد أصدر مجلة فصلية تحت عنوان ( دراسات سياسية ) ... كانت لديه فلسفته الخاصة فى عرض افكاره لذا ما نشره من دراسات خاصة به قد تكون قليلة امام ما يمتلكه من سعة اطلاع وعمق فكرى غزير ومن كتاباته النادرة ( الإسلام الغرب - الصراع على فلسطين) و (بدر الكبرى) وهناك عشرات الدراسات لم يقم بنشرها كما أخبرنى بعض الاخوة ... إلّا أنه يمتلك قدرة فائقة على تقديم ذلك المكنون الفكرى عبر محاضرات وندوات ومؤتمرات عالمية واقليمية ... وأقتبس ما قاله د عبد الستار قاسم فى لقاء مع جريدة الاستقلال" إن الساحة الفلسطينية منذ ما قبل النكبة وما بعدها لم تشهد مفكرا متقدما ومنظما ويحمل رؤيا واضحة للحالة الفلسطينية ويقيس خطواته العملية بعلاقاته الداخلية والخارجية مبتعدا عن الشعارات الفارغة والخطابات الرنانة مثل الدكتور رمضان شلح " . قدراته الفكرية العالية مع شهاداته الاكاديمية التى حصل عليها أهّلته ليكون أستاذا اكاديميا فى جامعة جنوب فلوريدا ، وهو الذى حملته قناعاته الفكرية والهمّ الفلسطينى لأن يحزم امتعته وهو فى اوج عطاءه الاكاديمى والحياة المرفهة كأستاذ جامعى فى جامعات امريكا ويعقد النية بالعودة الى فلسطين لولا قدر الله بأن يستشهد الدكتور فتحى بيد عصابات الموساد الصهيونية فى مالطا ، فى لحظات عروجه على دمشق ليرتبا معا ادارة العمل الحركى الذى كان سيتولاه د. رمضان فى فلسطين ، ولكن أجمع مجلس شورى الحركة حينها على انتخاب د رمضان ليكون أمينا عاما خلفا للدكتور الشهيد فتحى الشقاقى رحمه الله ... وقد اختصر الأسس والاطروحات الفكرية التى تقدمت وت بها حركة الجهاد الاسلامى من خلال كتابته للوثيقة الفكرية والسياسية التى بدأ كتابتها عام ٢٠٠٦ وتميزت بدقة متناهية جعلته حريصا على ألّا تصدر إلّا وقد استوفت شروطها كاملة و أقعده مرض الموت عام ٢٠١٨ وكأنه يشعر بقرب الأجل وعظم الامانة التى حملها طوال اثنين وعشرين عاما من العطاء اللامتناهى ....

 

التعليقات على خبر: هذا ما كتبه ادوارد سعيد عن رمضان شلح : انه رجل خارج الزمان والمكان

حمل التطبيق الأن